
حسن المنيعي وتنظير "صناعة الفرجة" في المسرح المغربي
حسن المنيعي وتنظير "صناعة الفرجة" في المسرح المغربي
"الفرجة الشاملة تتقاطع فيها الأساليب، وتتعدد في
ثنياها التخطيطات الرمزية، التي تروم
كلها إلى تأسيس علاقة داخلية بين ملفوظ
النص، وملفوظ العرض أو بنيته"
حسن المنيعي
بقلم: عبد الرحمن بن إبراهيم
1- الفرجة الماهية والمفهوم: لا يمكن اختزال الفرجة في مجرد محاكاة أو تقليد احتفالي عابر؛ لأن الأمر يتعلق بما تراكم في الذاكرة من الخيال الشعبي عبر أجيال من اجتهادات فردية و جماعية. وقد اختار لها الناقد والباحث الدكتور حسن المنيعي تعريفاً دقيقاً: <<عويلم مركزي يكون في حالة انفعال تجري في ثناياه الأزمة الحيوية لأشخاص معدودين، تلك الأزمة التي تجعل مصير العالم الإنساني متقمصا حاضراً في العقل والحواس، لأنها تقوم بدور الممثلة المؤقتة لديه.>>1 وقد سارت الدراسات المسرحية والأنثروبولوجية في اتجاه اعتبار الفرجة أصل انبثاق الفن. لها قابلية التجسيد من خلال الكلمة الملفوظة تتبدى في القصص والحكايات السردية التي يتداخل فيها الواقعي بالخيالي والخرافي والأسطوري، ومن خلال التعبيرات الجسدية كالرقص والحركة والغناء والإنشاد الجماعي والإيماءات الصامتة والأقنعة، وغيرها من الوسائل التبليغية، والآليات المعبرة التي تتلوَّن بلون الخصوصية الثقافية السائدة، لتأخذ عند اكتمال شكلها الفني طابع الهوية الثقافية المحلية والوطنية لدى الجماعات البشرية، باعتبارها المُعَبِّرَ عن وجدانها وقيَمها الروحية، والمُتَرْجِمة لمشاعرها القوميّة.