مثلت المرجعية في النقد المسرحي المغربي إشكالية تتبدى في المأزق المعرفي والخلل المنهجي اللذي نسادا في فترة الأستقلال، وكرسة نقدا ساذجا وتعميما. وهو ما أبقض الوعي بضرورة التأسيس لنقد مسرحي فاعل ومؤثر.

ولم يكن مؤهلا للاضطلاع بهذه المهمة المصيرية سوى الجامعة المغربية التي أحدثت قطيعة معرفية مع النقد السائد. وكانت الريادة للناقد والباحث حسن المنيعي الذي أرسى قواعد النقد المنهجي في قراءة الظاهرة المسرحية المغربية، مستحضرا الخصوصية المحلية، ومنشغلا بتأصيل آليات البحث، في إطار مشروع معرفي جمالي يستند إلى رؤية تاريخية وطرح شمولي - تأويلي بوأه صفة مؤسس النقد المسرحي الحداثي. وبموازاة ذالك، سار المخرج والمنظر محمد الكغاط في اتجاه تأصيل الفعل المسرحي من خلال منظور حداثي، وسجل قطيعتين: قطيعة معرفية مع لاجدوائية التنظيرات باحثة عن القالب، من منطق النص بدل العرض. وقطعية جمالية مع المسرح المؤلف، و دعوة إلى مسرح المخرج من خلال ثنائية عرض / نص، تمثلت أولا في تطويع النص الدرامي لفائدة المنجز الداماتوجي، وفي بعث كتابة سينوغرافية قوامها لغة التعبير الجسدى ثانيا، مستوحاة من الثراث الفرجوي المغربي الأصيل. وذلك مارتقى به إلى مستوى اعتباره منظر العرض المسرحي المغربي.