إن النظرية الدرامية لــ «أرسطوٍ» لا تنفصل من فلسفته في الوجود، فقد سعت إلى تأكيد أهمية البعد المطلق الثابت فب التجربة الإنسانية. وبدالك، فهبة تنهض على مبدأ المحاكاة وفق ما يستقيم والإيديولوجية السائدة.
,وفي المقابل أطلق «برتولد برشت» على عصره «العصر العلميِ»، وفي إيذانا بأفول الرؤية الاتباعية. «إن جماليات أرسطو تعد تراثا قديما يتسم بالانحطاط الأخلاقي، وأصبح يمثل طبقة طفيلية». ومعنى ذلك، أن برشت أبدع مسرحيا ينطوي على دروس و تعاليم سياسية جاءت لتقلب مفاهيم المسرح التقليدي، من خلال منظومة تجمع بين التنظير والممارسة، ترمي إلى تثوير أفكارنا وعاداتنا باعتمادها على اتجاه تعبيري درامي، أسماه: « المسرح الملحمي » .
إن النظرية المسرحية الملحمية ثورة حقيقية في نظرية الدراما. فهي تتميز عن المحاولات السابقة بتكامل فكري وجمالي، وبنظرة فلسفية للإنسان والواقع والتاريخ، تتأطر في رؤية إيديولوجية في وظيفة الدارما، وفي الشكل الدرامي الأمثل الذي يحقق هذه الوظيفة. لقد نجح برشت في تحقيق الالتحام بين الشكل الدرامي والمضمون المسرحي، وكان الأول الذي جعل من المسرح -شكلا ومضمونا- دعوة إلى الفعل والتغيير. وبذلك، فهو أهم منظر للمسرح بعد أرسطو بلا منازع.