لقد احدث الوعي الحداثي ما يمكن اعتباره هزة معرفية وجمالية في الممارسة المسرحية العربية والمغربية، بناء على المبدأ الحداثي القائل بنسبية الأشكال والأشياء؛ وهو ما حفز على التحرر من ثنائية المركز والهامش التي كرست وعيا ايديولوجيا زائفا، وفسح المجال أمام تجريب ذي غايات تأصيلية في إطار ثنائية بديلة ومضادة الأنا والآخر.
وإذا أمكن للفعل المسرحي العربي والمغربي أن يحقق مكاسب في معركة التحديث على مستوى النص والعرض، وأتاح للفاعلية الإبداعية أن تؤسس لمفهوم حداثي يستمد مشروعيته من قوة المتخيل ومن فاعلية الحس النقدي؛ فإن الخطاب النقدي المسرحي ولئن تخطى عتبة التحديث، فحداثته لن تكتمل إلا بالتأسيس لرؤية نقدية ذي مرجعية معرفية وجمالية أصيلة، وبها يستكمل تحرره من الإغتراب الحداثى.