المسرح المغربي المعاصر

        قراءات في العرض والنص والنقد

بقلم: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

أمــــا قَــبْـل

 

  • فالأصل في المسرح هو العرض، ففي البدء كان الاحتفال، ففيه يتحدد معنى الفضاء، ويُضبط إيقاع الزمان.
  • في الاحتفال يتقاسم الناس شعورًا مشتركًا باللّذة، تتماهى فيه الأنا مع "أنا الاحتفال". "أنا الجمعي" Super Ego لا تلغي "أنا" الفرد Ego ؛ وإنما تؤطره في إطار النّحن، هنا الآن.
  • مع الأنا الأعلى يتحقق المعنى الإنساني، وتنفتح الأنا على محيطها، وتتلاشى هيمنة الأنا على الفرد، فيكون التصالح مع الذات، ومع الآخر.
  • سؤال الهُوية الثقافية والحضارية، يقود إلى البحث عن هُوية مفترضة من خلال جدلية الأنا والآخر، ومساءلة "الْهُو" الطاعن في الغموض، والرافض للآخر. ولكن في المسرح ألتقي بهذا الآخر، وأتبين أنه يسكنني، وأن هذا الذي أعتبره "آخر" يراني كذلك انطلاقًا من "أناه".

 

التنوع والتعدد باعتبارهما جوهرًا وجوديًّا مغربيا

     المسرح المغربي  واحد ومتعدّد

 

         بقلم: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم 

1 - على سبيل البدء:

   ما ينفرد به المجتمع المغربي بالقياس إلى المجتمعات العربية المشرقية هو التنوع الثقافي والتعدد اللغوي واللهجي. تنوع وتعدد ذوا مستويين عمودي وأفقي، يؤكد فرادة الخصوصية الثقافية واللغوية في المغرب. وهو تفرد أنتجته الهويات الثقافية المتنوعة في صيرورة تاريخية حافلة جعلت أرض المغرب مقصد هجرات متوالية، وملجأ جماعات بشرية ناشدة الأمن والأمان. وقد تعاملت الدولة المغربية بتدبير يعكس مفهوم التعدد، ويحافظ على التنوع اللذين يشكلان مقومات الهوية الثقافية المغربية. وهو مفهوم يتأسّس على احترام الاختلاف الثقافي واللغوي والإثني في إطار هجين تتفاعل في بوتقته كل المكونات لتنصهر في تعاقد اجتماعي يمتح من التراث بشقيه المادي (المنتوج والتراث الثقافيان)، واللامادي (كل ما هو شفاهي موروث: عادات وتقاليد)، ويتغذّى من الانفتاح على محيطه تجاوزًا للتنميط والتحنيط، ويتفاعل مع الآخر تذويبًا للحواجز في نسيج مجتمعي <<منفتح على الهوامش المحايثة والمنسية بهدف التأكيد على الكيان المغربي المتعدد عوض كونه ثابت، واحد، خالص، وماهوي.>>[1]

 "آش سَمّــاكْ الله"

 قراءة في النص المسرحي      "آش سَمّــاكْ الله"

 

         لَو كانَ المَسرح رجلاً لَكان عبد الحقّ الزَّرِوالي

 

 بعد مسار فني حافلٍ بالريادة المونودرامية والزعامة الرّكحية،

          وشهرةٍ ملأت دُنى المغارب والمشارق

      وقفةُ تأمل وتساؤل: تجربة المسرح الفردي   إلى أين.؟

 

               بقلم : الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

1ـ قراءة في العنوان: إن الاهتمام بجمالية العتبات النصية الأولى الموازية للمؤلفات، إبداعية أكانت أم نقدية أم فلسفية، يندرج في رمزيتها البصرية أوّلاً، وفي الإثارة الذهنية المحفزة ثانيا، باعتبارها مرشدة إلى النص، ودالّةً عليه، يمثل العنوان أُولاها، والاهداء والمقدمة ثانيها، وخلاصة الكتاب ثالثها في ظهر الغلاف الأخير مع نبذة التعريف بالكاتب إن وُجدت. ولا يجب إغفال "السمة التسويقية" لهذه العتبات في الترويج للمؤلَّف وإشهاره؛ بل إنها تندرج في نسق ثقافي أشمل وأعم. فالناشر يأخذ في الاعتبار الأول العنوان وشكله الطباعي بعد جواز لجنة القراءة لمضمون الكتاب، وقد يبادر إلى إبداء رأيه من خلال "كلمة الناشر" مثلما هو الأمر في "آش سمّاك الله"، حيث أشار: <<... دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر يسرها أن تقدم هذا العمل الإبداعي الجديد لرائد المسرح الفردي الذي يقاوم بمفرده منذ ستينيات القرن الماضي، ولا شك أن هذا العمل الإبداعي الجيد سيلقى ترحابًا في وسط مُحِبِّيه ومتتبعيه.>>1   كما أن أصحاب المكتبات يحرصون من جهتهم على ترويج "المنتوج التجاري" مستهدفين القراء طلابًا ونقادًا وباحثين وإعلاميين...  

 التجريب بين النفس الملحمي وكوميديا المأساة والنزعة العبثية 

قراءة لمسرحية "في حضرة الشيخ قوقل" لكريم الفحل الشرقاوي

        بقلم الدكتور: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

وأنا آخذ بناصية النص الدرامي “في حضرة الشيخ القوقل” للمبدع المسرحي كريم الفحل الشرقاوي، كانت صورة الفنان والمبدع المؤسطر للكتابة الدرامية تتشكل تلقائيا. حيث حاول المؤلف من خلال تيمة فنتازية عجائبية تخييلية القذف ببطله الإشكالي في دوامة الإعصار العولمي والاجتياح المعلوماتي الرهيب الذي ابتلع الإنسان المعاصر واختزل ذاته ومعارفه ووجدانه وأحلامه وعلاقاته التواصلية والحميمية في مجرد نقرات ووخزات على الشاشات… لذلك سيعمد الكاتب إلى التقاط محرك البحث غوغل الشهير من خلال رؤية فنتازية تقارب الاجتياح الرهيب للزمن الرقمي على حساب أفول الزمن الورقي موظفا بشكل غرائبي غروتيسكي ساخر شخصية الشيخ القوقل (غوغل / google) الذي سيسعى بعد انقراض الكتب وكل المنشورات الورقية إلى محاولة إبرام عقد احتكاري مع آخر بائع للكتب في كل الأزمنة من خلال محاولة إقناعه بالقبوع صحبة كتب ومجلدات آبائه وأجداده داخل بيت زجاجي بمتحف غوغل العظيم ليصبح مزارا خالدا لزوار المتحف سواء في حياته أو بعد مماته من خلال تحنيط جثته داخل مقامه بالمتحف الرقمي الغوغلي.

فرجات الشارع والأمكنة الأخرى

 

المـركز الـدولـي لـدراسـات الفـرجـة

مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية في دورته السادسة عشر    المؤتمر الدولي

‘Street Performances as Spatio-Temporal Hetrotopias’

"فُـــــرْجاتُ الشّـــارِعِ وَالْأَمكـِنَــــةِ الْأُخـــــــرى"

طنجة/تطوان

(27-28-29-30 نونبر2020- طنجة تطوان)

 

            بقلم: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

 

إلى أي حد يجوز الحديث عن جدلية الفرجة والمسرح؟

نطرح هذا السؤالَ الإشكاليَ على أساس ارتباطُ كلٍّ منهما بالآخر. فلايمكن الإقرارُ بالفعالية الإبداعية في المسرح من دون أن تتمثّل في فعل الفرجة. كما أن ماهيةَالفرجة لا تتحققسوى من خلال تعبيراتهاالأدائية التي تمثل رهاناً معرفياً، ومُنطلقاً للفكر النقدي. وهو ما تؤكده النظرياتُالنقديةُالتي اتخذت من الفرجة أفقاً للتنظيرللمسرح باعتباره "فعلا ركحياً "، وأسست لمقارباتٍ تأخذ في الاعتبار شعرياتِ ما بعد الدراما التي ساهمت في ترسيخ قيمِ المسرح الحديث، وأتاحتِ  الإقرارَ بـ "مسرح الأداء".

قراءة في الاحتفال المسرحي:

"تُماضر ومعزوفات للاجئين"

للباحث والكاتب والممثل والمخرج الدكتور محمد فرح

 

حينَ يَحْضُر الْمُؤَلِّفُ بِنَفَسِ الْمُخْرِجِ وذِهْنِيَّةِ الْمُتَلَقّي

 

                  بقلم الدكتور: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

                                                          

 1- الزمن في العرض المسرحي:

   الحديث عن الإخراج المسرحي يحيل مباشرة على العرض المسرحي، وهذا الأخير يحيل بدوره على فضاء اللعب في معماره السينوغرافي. فالركح المسرحي فضاء لصناعة فرجة تحقق للمتفرج متعة بصرية قوامها التعبير الجسدي، وغايتها الإشباع الجمالي. وإذا كانت الفرجة لا تستقيم إلا بممثل ومتفرج؛ فإن صناعة الفرجة لا تستوي سوى بهندسة مشاهد تتأسس على رؤية إخراجية زاخرة بالعلامات البصرية السمعية، محملة بشفرات تستجيب لأفق انتظار المتلقي.

   وحينما نفكر فيما يعنيه المسرح بالنسبة إلينا؛ فإن اهتمامنا ينصرف مباشرة إلى العرض. إلى تلك اللحظة التخييلية العابرة في الزمان، وتلك الصورة المختزلة لحياة معينة في المكان، وما تخلفه من إثارة ذهنية، وقراءة جمالية، وأسئلة تشكيكية فيما بات مكرسًا مألوفًا، وباحثة باستمرار عن أجوبة شفّافةٍ شافيةٍ.