الملتقى الأول الكتابة المسرحية

    الكتابة المسرحية المغربية – العودة إلى الأصل

          د. عبد الرحمن بن إبراهيم

     شهد المركز الثقافي محمد المنوني بمكناس فعاليات الملتقي الأول للكتابة المسرحية. وهي تظاهرة فنة-معرفية ترقى إلى مستوى اعتبارها حدثا فريدا وانعطافة في مفهوم الممارسة المسرحية. وحين نعلم أن فكرة الملتقي انبثقت في ذهن فنان مسرحي اشتهر بكونه مخرجا مسرحيا، راكم خبرة معتبرة في ميدان تخصصه، مما بوأه مكانة على درجة من التميز في راهنية المشهد المسرحي. فإن ما يدعو إلى التساؤل: لماذا ملتقى الكتابة المسرحية؟ ولماذا هذا التوقيت بالضبط؟. وهل يتعلق الأمر بتحول معرفي، أو انقلاب في الرؤية الفنية لمفهوم الفعل

الفنان أحمد بنكيران

  في أربعينية الفقيد الراحل  الفنان المسرحي أحمد بنكيران

     فنان ذو رؤية فنية حداثية،  كرس زهرة عمره في خدمة المسرح المغربي

          بقلم: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

      واحد من رواد الحركة المسرحية الهاوية بمكناس، وأحد المؤسسين للفعل المسرحي. وشكلت إسهاماته  في التمثيل والتأليف والإخراج والسينوغرافيا  مدرسة فنية  سار على منوالها

      الشـرط الأخـلاقــي فـي فـعـل الكـتـابة

                           الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

        مبدئيا، هناك ارتباط يكاد يكون عضويا بين من يمارس فعل الكتابة وبين موضوع الكتابة. وهذا الارتباط بين "الفعل" و"الموضوع" يتمثل في ذلك "الهاجس" الذي يلازم المبدعين والكتاب عموما. وهو هاجس لاشعوري في غالبه يولد  فكرة الكتابة تلقائيا في لحظة تأمل واستيحاء، ويتطور الأمر ليصير جنينا يلح على صاحبه إلحاحا في لحظة مخاض عسير، يفضي في النهاية إلى نتاج اسمه "النص".غير أن  العلاقة الجدلية بين "ذات" الكاتب و"موضوع" الكتابة تفترض بالضرورة  شرطين أساسيين ملازمين لفعل الكتابة. الشرط الأول هو شرط الموضوعية. «إن فصل "الذات" عن "الموضوع" عملية ضرورية، ولكنها مجرد خطوة تمهيدية تتمكن الذات بواسطتها من استرجاع فاعليتها الحرة لتشرع في بناء "الموضوع" بناء جديدا وفي أفق جديد. يتعلق الأمر إذن، بالخطوة الثانية على طريق الموضوعية، الخطوة التي تعيد الانطلاقة من فصل "الموضوع" عن "الذات" فصلا يجعله يسترجع هو الآخر استقلاله و"شخصيته": هويته وتاريخه.»