الشـرط الأخـلاقــي فـي فـعـل الكـتـابة
الشـرط الأخـلاقــي فـي فـعـل الكـتـابة
الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم
مبدئيا، هناك ارتباط يكاد يكون عضويا بين من يمارس فعل الكتابة وبين موضوع الكتابة. وهذا الارتباط بين "الفعل" و"الموضوع" يتمثل في ذلك "الهاجس" الذي يلازم المبدعين والكتاب عموما. وهو هاجس لاشعوري في غالبه يولد فكرة الكتابة تلقائيا في لحظة تأمل واستيحاء، ويتطور الأمر ليصير جنينا يلح على صاحبه إلحاحا في لحظة مخاض عسير، يفضي في النهاية إلى نتاج اسمه "النص".غير أن العلاقة الجدلية بين "ذات" الكاتب و"موضوع" الكتابة تفترض بالضرورة شرطين أساسيين ملازمين لفعل الكتابة. الشرط الأول هو شرط الموضوعية. «إن فصل "الذات" عن "الموضوع" عملية ضرورية، ولكنها مجرد خطوة تمهيدية تتمكن الذات بواسطتها من استرجاع فاعليتها الحرة لتشرع في بناء "الموضوع" بناء جديدا وفي أفق جديد. يتعلق الأمر إذن، بالخطوة الثانية على طريق الموضوعية، الخطوة التي تعيد الانطلاقة من فصل "الموضوع" عن "الذات" فصلا يجعله يسترجع هو الآخر استقلاله و"شخصيته": هويته وتاريخه.»