د.عبد الرحمن بن إبراهيم - د. خالد أمين

 

قراءة في المقالة النقدية – التنظيرية:

  – تَناسُجُ ثقافاتِ الفُرجة في مِحكِّ التّفكيرِ العابِرِ للحُدود..

  – من يخافُ التّناسج؟  للدكتور خالد أمين

  – مشروعُ قراءةٍ جديدةٍ لتُراثِنا الْفُرجوي من مَنظورٍ تَناسُجي

                                                 د.عبد الرحمن بن إبراهيم

                                        

  • قراءة في العنوان:

   تجربة خالد أمين في النقد المسرحي تجسد تحولاً نوعياً في راهنية المشهد الثقافي المغربي والعربي، وتمثل قيمة مضافة على مستوى الجهود التنظيرية التي شكلت وما تزال، رافداً معرفيا في مجرى التنظير الذي تشهد راهنيته بتحولات متسارعة، ومستجدات لا تفتر تستوقف الباحث، وتُسائل الناقد، وتلاحقه بأسئلة إشكالية قائمة. وهو ما يضع الباحث أمام مسؤولية تاريخية تُلزمه بضرورة البحث عن موطئ لتأكيد الذات في مواجهة الآخر.

أَسْـطَـرَةُ الْمَـتـنِ الـدرامـــي

قراءة في النّص المسرحي: "في حضرة الشيخ القوقل"   للكاتب المبدع   كريم الفحل الشرقاوي… 

                              بقلم: الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

   شكلت الكتابة المسرحية عبر تاريخها الممتد في الزمان نقطة ارتقاء معرفي، وعلامة تحّول رؤيوي في سعي دؤوب إلى إدراك أسرار الكون المرئي، وإلى ضبط الإيقاع الداخلي اللامرئي للكائن الإنساني، بحثاً عن أجوبة شافية لسلسلة الأسئلة اللامتناهية التي كان لابد للجماعات البشرية أن تتلمس إليها جواباً . وسوف تكون الأسطورة إلى ذلك سبيلا باعتبارها <<امتداداً لواقع فطري يتحكم في حياتنا المعاصرة، وفي أعمالنا وأقدارنا، على الرغم من انفراط عقدها؛ إذ تترسب في اللاشعور كضرب من ضروب السحر، أو كشعائر سرية، أو المأثروات الفولكلورية. فالأساطير تنمو في عقولنا في المناطق التي لا تُراجع بالمنطق . ويوضح كارل يونج Jong. G Karl (1875- 1961) ذلك بقوله: “إن اللاوعي يحل المشكلات التي تستعصي على الوعي، وهو ينشط عندما يستنفد الوعي طاقته وحدوده.>>(1)

مسرحية " المـــاتش "

قراءة نقدية لمسرحية 

                       " المـــاتش "

في الحاجة إلى أسطرة الواقع لتعرية غرائز النفس البشرية

 

تــــــــأليــــف:   إدريـس كسيكس                اقتباس وإخراج: الضعيف بوسلهام

 

بقلم الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

1-  خصوصية التواصل المسرحي

    العرض المسرحي فعل تخييلي يعيد تشكيل الواقع المعيش استنادا إلى رؤية فنية سينوغرافية، واعتمادا على خلفية معرفية تعكس المنظور الفلسفي للمخرج. رؤيةٌ وخلفيةٌ تعكسان القناة التواصلية التي يتم من خلالها تمرير رسالة العرض. إن الأمر إذن، يتعلق بحدث ثقافي مركب، تتقاطع فيه علامات بصرية وسمعية وربما شميَّة، ثابتة ومتحركة، ضوئية وظلامية، ويتشابك فيه سيل من الدلالات شديدة الكثافة مُرسَلة من فضاء اللعب في اتجاه الفضاء الدرامي. وبذلك، يعتبر المتفرج طرفا متواطئا عن قصد لمجرد حضوره، ومشاركا بالضرورة في صناعة العرض. ويصير بالنتيجة عنصرا فاعلا في تشكيل رسالة التلقي، على أساس أن فعل التواصل لا يمكن أن يتحقق بدونه.

مجلة شرفات

جدلية التأصل

في المسرح المغربي الحديث

 

استهلال: متى عرى المغاربة المسرح؟

سؤال إشكالي. يصعب الحسو فيه. إشكاليته تتمثل اساسا في المحددات التاريخية. فإذا تعلق الامر بالعصور الموغلة في القدم فلا شك أن سكان المغرب ابتدعوا أشكالا احتفالية محلية تنعت بـ "الما قبل مسرح". وهي تعبيرات بدائية يتدرج في إطار "غريزة العمل المسرحيي" التي تؤلف الشكل البدائي للمسرح، حيث ظهر في الحركات والرقص والايماءة، وفي تقليد ظواهر الحياة. و مناسباته موسم جني المحصول الزراعي، والاحتفال بالسنة الفلاحية، ومراسيم الزواج، والابتهاج بالمولود الذكر... وتقابلها طقوس ذات تفس مأساوي كمواسم الجفاف، وما يترتب عنة من مجاعات، انتشار الاوبئة، الهزائم في الحروب القبلية، والمآتم ... وهبي احتفاليات ظرفية تؤكد على الروح الجماعية السائدة، وتندرج في ما يمكن اعتباره "أدب شفوي" ونقصد بالأدب الشفوي الأهازيج الغنائية، والرقصات الفردية والثنائية والجماعية، والتراتيل الدينية وحكايات القاصين والجوالين ... التي يمكن تصنيفها في إطار ما اعتبره الدكتور حسن المنيعي "الاشكال السابقة للمسرح". وسوف ترتقي الاشكال الاحتفالية البدائية بفعل التأثير الواضح والجلي للحضور الروماني في المغرب الذي استمر طويلا.

حسن المنيعي

حسن المنيعي  وتنظير  "صناعة الفرجة" في المسرح المغربي

"الفرجة الشاملة تتقاطع فيها الأساليب، وتتعدد في

ثنياها التخطيطات الرمزية،  التي تروم

كلها إلى تأسيس علاقة داخلية بين ملفوظ

النص، وملفوظ العرض أو بنيته"

       حسن المنيعي

 

بقلم: عبد الرحمن بن إبراهيم

1-  الفرجة الماهية والمفهوم: لا يمكن اختزال الفرجة في مجرد محاكاة أو تقليد احتفالي عابر؛ لأن الأمر يتعلق بما تراكم في الذاكرة من الخيال الشعبي عبر أجيال من اجتهادات فردية و جماعية. وقد اختار لها الناقد والباحث الدكتور حسن المنيعي تعريفاً دقيقاً: <<عويلم مركزي يكون في حالة انفعال تجري في ثناياه الأزمة الحيوية لأشخاص معدودين، تلك الأزمة التي تجعل مصير العالم الإنساني متقمصا حاضراً في العقل والحواس، لأنها تقوم بدور الممثلة المؤقتة لديه.>>1 وقد سارت الدراسات المسرحية والأنثروبولوجية في اتجاه اعتبار الفرجة أصل انبثاق الفن. لها قابلية التجسيد من خلال الكلمة الملفوظة تتبدى في القصص والحكايات السردية التي يتداخل فيها الواقعي بالخيالي والخرافي والأسطوري، ومن خلال التعبيرات الجسدية كالرقص والحركة والغناء والإنشاد الجماعي والإيماءات الصامتة والأقنعة، وغيرها من الوسائل التبليغية، والآليات المعبرة التي تتلوَّن بلون الخصوصية الثقافية السائدة، لتأخذ عند اكتمال شكلها الفني طابع الهوية الثقافية المحلية والوطنية لدى الجماعات البشرية، باعتبارها المُعَبِّرَ عن وجدانها وقيَمها الروحية، والمُتَرْجِمة لمشاعرها القوميّة.

كل شيء عن أبي

قراءة في العرض المسرحي:  "كل شيء عن أبي"

مَسْرَحَةُ السَّرْدِ الْحِكائي في قالَبٍ فُرْجَوي

                     اقتباس وإعداد الفنان بوسلهام الضعيف

               بقلم الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم

1- قراءة في العنوان: "كل شيء عن أبي" جملة إسمية، يقترن الاسم "أبي" بياء المتكلم. المسرحية مقتبسة من النص الروائي "بعيداً من الضوضاء قريبًا من السكات" لمحمد برادة. وإذا علمنا أن موضوع الرواية – أية رواية- هو المعيش اليومي لجماعة بشرية، وأن مادتها هي الحياة بآلامها وآمالها. وإذا أخذنا في الاعتبار قدرة الرواية على التقاط التفاصيل البسيطة والمركبة في تمظهراتها الاجتماعية والنفسية والعاطفية واللاشعورية لإيقاع الزمان والمكان، وذلك بواسطة الطبيعة البوليفونية التي يتسم بها النسيج الروائي، والخاصية الحوارية التي تجمع بين المؤتلف والمختلف التي يتضافر فيها السرد والوصف والأحداث والشخصيات؛ فإن اختزال عالم روائي في شخصية مفردة فيه مدعاة إلى التساؤل: من هو هذا "المتكلم" الذي تربطه بهذا "الأب" رابطة الدم.؟ نحن إذن بصدد شخصيتين، ظاهرة التي هي موضوع "الرسالة": الأب. و"المُرْسِل" شخصية مُضمرة: الإبن.